يعتبر الهواء وسطا شفافا تنتقل خلاله ألوان الطيف المرئية من الأشعة تحت الحمراء إلى الأشعة فوق البنفسجية يطريقة شبه ممتازة؛ ومن جهة أخرى يقترب معامل الانكسار للهواء من الواحد بمعنى أن سرعة الضوء في الهواء قريبة من سرعته في الفضاء، ولا ينحرف الضوء إلا قليلا عند عبوره للغلاف الجوى لذا لا نشاهد في البداية ظلالا للهواء؛ وتعتبر قطعة الزجاج هي الأخرى وسطا شبه شفاف ولكن يسير الضوء من ١.٥ مرة إلى ١.٨ مرة أبطأ في الزجاج عنه في الهواء مما يؤدي إلى انحراف الأشعة بقوة ويظهر للزجاج ظل ببعض الاتجاهات وينحرف الضوء باتجاهات أخرى؛ لنعود إلى الهواء: إذا راقبنا حزمة من أشعة الضوء الصادرة عن مصدر نقطي من خلال كتلة من الهواء غير المتجانس فوق جهاز للتدفئة، نجد أن أشعة الضوء تنحرف نتيجة التغيرات الضئيلة في المعامل المرتبطة بالتغيرات في درجة حرارة الهواء المتحرك وسنتمكن من مشاهدة ظلال تلك الحركة على ستار أبيض موضوع على بعد كاف، ويمكن القيام بتلك التجربة في الطبيعة من خلال "كوكب الزهرة" وهو أكثر الأجسام النقطية بريقا في السماء عندما يبلغ لمعانه أقصاه ولكن يتطلب هذا مهارات عالم فلكي للكشف عن تلك "الظلال الطائرة"، ويسمح المنظار المقرب أو التليسكوب الذي يستخدمه الهاوون بالكشف عن تلك التموجات الجوية الناتجة عن الاضطرابات الطبيعية مما حال لفترة طويلة من الحصول على صور ذات جودة عالية كتلك الصور التي يتم التقاطها بواسطة التليسكوب الفضائي Hubble وتمكن الفلكيون الآن من التخلص من تلك الاضطرابات على الأقل جزئيا التي تشوش على تليسكوبات الجيل الأخير
Very large telescope